في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين.. الصحة العالمية تدعو للالتزام باتفاقية مكافحة التبغ وسورية من الدول الرائدة في تطبيقها

في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين.. الصحة العالمية تدعو للالتزام باتفاقية مكافحة التبغ وسورية من الدول الرائدة في تطبيقها



01 حزيران , 2011

دمشق-سانا

يحتفل العالم اليوم باليوم العالمي للامتناع عن التدخين واختارت منظمة الصحة العالمية أن يتم التركيز هذا العام على اتفاقيتها الإطارية بشأن مكافحة التبغ بغية تأكيد أهميتها وحث البلدان على وضع هذه المعاهدة في صميم الجهود التي تبذلها من أجل مكافحة وباء التبغ العالمي.

وتعد الاتفاقية الإطارية أهم صكوك مكافحة التبغ في العالم فهي أول معاهدة تم التفاوض عليها برعاية المنظمة وتمثل إنجازاً في مساعي النهوض بالصحة العمومية كما أنها أكثر المعاهدات التي حظيت بقبول واسع وسريع في تاريخ الأمم المتحدة وانضم إليها أكثر من 170 طرفاً.

وتعتبر سورية من الدول الرائدة في تطبيق هذه الاتفاقية حيث وقعت عليها 2003 و اتخذت عدة خطوات عملية في هذا المجال من أهمها إصدار المرسوم التشريعي رقم 62 لعام 2009 القاضي بمنع التدخين وبيع منتجات التبغ وتقديمها في الأماكن العامة بما فيها المقاهي والمطاعم ويتضمن أغلب البنود الواردة في الاتفاقية.

ويقول الدكتور موسى شامية مدير برنامج تعزيز الصحة ومكافحة التدخين في وزارة الصحة في تصريح لـ سانا إن البرنامج ومنذ بداية عام 2010 ركز نشاطه وبالتعاون مع جهات حكومية وأهلية معنية على إصدار التعليمات التنفيذية للمرسوم التشريعي 62 للعام 2009 ثم إصدار مجموعة من القرارات المتعلقة بدفاتر مخالفات التدخين بالتنسيق مع وزارة المالية مبيناً أن وزارة الصحة عينت 84 ضابطاً عدلياً في المشافي ومديريات الصحة بالمحافظات.

وأضاف شامية أن الوزارة شكلت فيما بعد لجنة تضم ممثلين عن عدة وزارات وجهات حكومية وأهلية مهمتها متابعة تنفيذ المرسوم بجانبيه الرقابي والتوعوي والعمل على رسم استراتيجية وطنية واحدة لمكافحة التدخين وتخفيف الحد الأقصى من تأثير التدخين السلبي على المواطنين من خلال منعه في الأماكن العامة الحكومية والخاصة.

وأشار شامية إلى أن أهمية المرسوم تكمن في تركيزه على الجانب الرقابي وضبط المخالفات بالتوازي مع تأكيده على ضرورة قيام الجهات المعنية بالصحة بالتشجيع على الإقلاع عن التدخين ونشر الوعي العام بمخاطره وأثره على صحة الفرد والمحيطين به والعواقب البيئية والاقتصادية والاجتماعية الناجمة عنه وتقديم المشورة الصحية اللازمة للاقلاع عن التدخين.

وبين شامية ضرورة المشاركة المجتمعية من خلال التفاعل بين الجهات العامة والخاصة والجمعيات الأهلية والمتطوعين في التعريف بأضرار التدخين ومخاطره على صحة المدخنين والتعريف بالتدخين السلبي الذي يتعرض له غير المدخنين خلال وجودهم في أماكن مغلقة لفترات طويلة كأماكن العمل والاجتماعات والمؤتمرات والمحاضرات والأنشطة التدريبية والندوات الرسمية.

ولفت شامية إلى أن عدد المخالفات المضبوطة خلال عام 2010 وصل الى 3500 مخالفة مبيناً أن البرنامج نفذ عدداً من الدراسات المتعلقة بمكافحة التدخين منها دراسة حول الاتجاهات والمواقف المعرفية تجاه مخاطر التدخين شملت طلاب المدارس والمدرسين والعاملين الاداريين فيها ودراسة حول مستوى التدخين السلبي في مواقع متعددة من محافظة دمشق كالمؤسسات الصحية والمطاعم ووسائط النقل اضافة لقيام البرنامج بتوزيع النشرات الدورية والرسائل الاعلامية الصحية عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والاذاعية حول مخاطر التدخين.

بدوره قال الدكتور ابراهيم بيت المال الممثل المقيم لمنظمة الصحة العالمية في سورية في تصريح مماثل ان أهمية الاحتفال بهذا اليوم تنطلق من حشد الهمم والقدرات والإمكانيات على المستوى العالمي للوقوف بحزم ضد آفة التدخين وما تسببه للبشرية من تدمير للصحة والإمكانيات وهدر للاقتصاد والبنية التحتية للمجتمعات.

ولفت بيت المال إلى أن سورية تعتبر من أوائل الدول التي وقعت على الاتفاقية الإطارية لمكافحة التدخين وبدأت بالفعل في تنفيذ بنودها ولوائحها وعلى رأسها إصدار التشريعات والقوانين واللوائح الخاصة بذلك والتي توجت بإصدار مرسوم رئاسي عام 2010 لمكافحة التبغ وتدخينه بكل أشكاله وهذه المبادرة قوبلت بكل احترام وتقدير من كل المنظمات والمؤسسات الدولية وتعتبر سابقة متميزة على مستوى العالم.

وأضاف أن الوزارات والمؤسسات المعنية بدأت بتنفيذ وتطبيق نصوص وبنود هذا المرسوم بشكل كامل وواسع ما سيكون له عظيم الأثر في تحسين صحة المواطن السوري وإطالة عمره المتوقع عند الولادة وحمايته من المضاعفات الصحية التي يسببها التدخين ما يزيد مستوى التنمية والإنتاج بالإضافة إلى انتشار الرفاهية وتمتع الإنسان بموفور الصحة والمعافاة.

وبحسب منظمة الصحة العالمية يقتل وباء التبغ ما يقارب 6 ملايين إنسان كل عام ومنهم أكثر من 5 ملايين ممن يتعاطون التبغ أو سبق لهم تعاطيه من قبل وأكثر من 600 الف من غير المدخنين ولكنهم تعرضوا للدخان السلبي ويحتل تعاطي التبغ المرتبة الثانية بعد ارتفاع ضغط الدم بين العوامل المساهمة في الأمراض غير السارية مثل النوبة القلبية والسكتة الدماغية والسرطان والنفاخ الرئوي مع العلم أن الأمراض غير السارية مسؤولة عن 63 بالمئة من الوفيات.

وتشير المنظمة إلى أن التبغ ينفرد عن غيره بأنه المنتج الوحيد الذي يقتل عدداً كبيراً من الناس فقد قتل مئة مليون شخص خلال القرن العشرين وسيقتل ما يقرب من مليار شخص في القرن الحادي والعشرين في حال لم نتخذ إجراءات حاسمة.

وتفرض اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية شأنها شأن المعاهدات الأخرى التزامات قانونية على البلدان الموقعة عليها منها حماية سياسات الصحة العمومية من المصالح التجارية وأي مصالح راسخة أخرى لدوائر صناعة التبغ واعتماد تدابير سعرية وضريبية للحد من الطلب على التبغ وحماية الناس من التعرض لدخان التبغ وتنظيم محتويات منتجات التبغ وتنظيم الكشف عنها وتغليفها وتوسيمها وتحذير الناس من أخطار التبغ وحظر الاعلان عنه والترويج له ورعايته ومساعدة الناس على الاقلاع عنه ومكافحة الاتجار غير المشروع بمنتجاته وحظر بيعه للاطفال وبواسطتهم ودعم بدائل زراعة التبغ المستدامة اقتصادياً.